التدخين داخل المنزل يسرطن الأثاث و المفروشات
كشفت دراسة بريطانية حديثة النقاب عن خطر جديد من أخطار التدخين داخل المنزل و الأماكن المغلقة إذ أوضح التقرير الذي نشرته صحيفة ’’ الديلي ميل ‘‘ أن دخان السجائر يقوم بالالتصاق بقطع الأثاث و المفروشات و الستائر وجميع الأسطح الأخرى كالحوائط و غيرها لفترات طويلة قد تمتد إلى أسابيع و شهور.
وأن هذا الدخان الملتصق يختلط بالغبار مما يجعله سهل الانتقال إلى المتواجدين في المنازل خاصة الأطفال و الرضع مما يؤدي للإصابة بالسرطان.
وأكد الباحثون أن الأمر لا يتعلق فقط بالرائحة الكريهة التي يخلفها حرق التبغ أثناء التدخين, و إنما تكمن الخطورة في تكون مادة جديدة نتيجة التبغ المحترق مع الغبار و بقية الميكروبات الموجودة بشكل طبيعي في المفروشات و السجاد و الستائر أطلق عليها ” النتروزامينات” التي يعتقد أنها المسؤولة عن الإصابة بمرض السرطان.
كما أعلن الدكتور “جورج مات”، صاحب الدراسة، وأستاذ علم النفس في جامعة “SDSU”، بعد تحليل عينات من الغبار في المنازل التي يدخن أصحابها عن وجود مواد كيميائية ذات صلة بالتبغ مثل النيكوتين، الكوتينين ومادة معروفة أنها تسبب سرطان الرئة تعرف باسم “NNK” بقيت دون تغيير تقريباً لأكثر من ستة أشهر كاملة. وأضاف الباحثون أن الإقلاع عن التدخين هو أحد أهم نشاط يمكن القيام به لتحسين الصحة ومنع تراكم الجسيمات الضارة في المنزل.
وفي ذات الدراسة قام الباحثون بإجراء اختبارات على 90 حالة عشوائية يقومون بالتدخين داخل منازلهم حيث تم سحب عينات من من الحوائط والأبواب والغبار والأرضيات والبول وأيدي الأشخاص الآخرين الذين يقيمون معهم, وبتحليل هذه العينات تبين وجود آثار للمواد السامة المرتبطة بالتبغ.
وبعد تكرار الاختبار على ثمانية أشخاص قرروا الإقلاع عن التدخين من نفس العينة وجد أن المواد المرتبطة بالتبغ انخفضت بشكل ملحوظ على الأسطح بمنازلهم, إلا أن الأمر الأكثر ذعراً في النتائج أن مستوى النيكوتين الموجود بغبار الأرضية بقي كما هو طوال فترة الدراسة ، كما أن نتائج تحليلات النيكوتين على المتواجدين مع المدخن أظهرت انخفاض قليل أو عدم انخفاض في مستويات المواد المسرطنة على مدار الستة أشهر.
وفي تفسير لهذه الظاهرة التي أطلق عليها ” الدخان المستخدم للمرة الثالثة” يقول الباحث “هوجو ديستيلاتس” أحد المشاركين في الدراسة بمختبر ’بيركيلي الوطني‘ “يطلق حرق التبغ النيكوتين في شكل بخار يمتص بشدة في الاسطح الداخلية مثل الجدران والارضيات والسجاد والستائر والاثاث. ويمكن للنيكوتين أن يستمر على تلك المواد لأيام ولأسابيع وحتى لأشهر”.
كما أكد ” ديستيلاتس” أن النيكوتين يتحد مع مركب اخر شائع يطلق عليه حمض النيتريك ليكونا مواد النتروزامين الخاصة بالتبغ. و أن الأجهزة التي تستخدم الغاز هي المصدر الرئيسي لحمض النيتريك في المنازل وينبعث من محركات السيارات ايضا.
وقد وصف الباحثون التدخين داخل المنازل بأنه ” “خطر على الصحة لا يعرف مداه” ودعوا المدخنين في الأماكن المغلقة خاصة المنازل إلى مراعاة صحة أطفالهم وذويهم و ألا يكونوا سبباً في إصابتهم بمرض السرطان.