سدادة الرحم.. تعريفها وكيفية تكوينها ونزولها وأنواعها ومتى يجب الاتصال بالطبيب؟
من التغيرات الجسدية التي تمر بها النساء خلال فترة الحمل هي سدادة الرحم، ويتناول هذا المقال كل ما يتعلق بسدادة الرحم من حيث تكوينها ونزولها وأنواعها مع توضيح علاقتها بالولادة بالإضافة إلى أعراض المخاض.
سدادة الرحم
سدادة الرحم هي سدادة مكونة من المُخاط خلال فترة الحمل وتتشكل وتنغرز في غنق الرحم من أجل إغلاقه، وتتمثل أهمية وجود هذه السدادة في حماية رحم المرأة من التعرض للبكتيريا أو الكائنات المُسببة للأمراض والتي غالبًا ما تحدث نتيجة الممارسة الجنسية أو الفحص المهبلي.
عادةً ما يكون المخاط الموجود في عنق الرحم غني بشكل طبيعي بمكونات مضادة للميكروبات ولكن السدادة المخاطية تحتوي على ضعف هذه الخصائص المدمرة للبكتيريا. حيث تقوم الليزوزيمات الموجودة في السدادة المخاطية بتدمير جدران الخلية البكتيرية.
تبدأ إفرازات عنق الرحم و زيادة هرموني الأستروجين والبروجسترون بتشكيل السدادة المخاطية في مرحلة مبكرة من الحمل وذلك عندما تكون البويضة في طريقها إلى الرحم. وبالرغم من أن السدادة المخاطية تستمر حتى نهاية الحمل، إلا أن جسمك يقوم بشكل مستمر باستخدام مخاط جديد لتكوينها وإبقائها متجددة.
قد تكون سدادة الرحم شفافة، بيضاء، خضراء، مائلة للزهري أو بنية تشبه نوعًا ما المخاط الذي يخرج من أنفك أو حنجرتك وهي هلامية الشكل وسميكة عندما تكون في عنق الرحم و لكن عادة ما تصبح رقيقة و سائلة بمجرد الخروج.
قد تكون مختلطة بالدم أو قد تبدو فقط كتلك المادة اللزجة التي تشاهدينها على المنديل الذي مسحتِ به أنف طفلك. بالرغم من ذلك، عادةً ما تكون بيضاء ضاربة للصفرة تشوبها خيوط وردية اللون، ويبلغ طول السدادة المخاطية من 4 إلى 5 سنتيمترات أو أونصة واحدة من ناحية الحجم. وقد تبدو أقل من ذلك إذا لم يقم جسمك بإخراج السدادة كلها دفعة واحدة وهذا أمر شائع.
كيف تتكون سدادة الرحم؟
يعمل جسم المرأة على إفراز المخاط خلال مرحلة التبويض عند تخصيب البويضة، وهذا يترافق مع زيادة إفراز المخاط إلى عنق الرحم حتى يتم ملء جميع الفراغات، وتتكون سدادة الرحم في بداية الحمل مع بداية الأسبوع السابع تقريبًا، وتمثل حاجز بين الرحم وبين كل ما يتواجد خارجه فتقوم بسد عنق الرحم.
تصبح هذه السدادة المخاطية أسمك ويتم إفرازها باستمرار خلال فترات الحمل المختلفة، وذلك حتى تبقى السدادة جيدة وصالحة دائمًا.
نزول سدادة الرحم
بمجرد نزول رأس الجنين واستقراره في أسفل الحوض، تبدأ عملية انفتاح عنق الرحم. عندما يبدأ عنق الرحم “بالنضج” والليونة استعداداً للولادة، تصبح السدادة غير محكمة في مكانها كما كانت وتخرج على إثر ذلك. هذه التغيرات في عنق الرحم قد تتسبب في انفجار بعض الشعيرات الدموية متسببة في المسحة الوردية التي تظهر في السدادة المخاطية.
عندما يصل هرمون الأستروجين لديك إلى أعلى مستوياته في نهاية الحمل، يرسل إشارات للجسم بإن الوقت قد حان للتخلص من السدادة المخاطية. تساعد هذه الهرمونات على تخفيف سماكة السدادة بحيث يسهل التخلص منها.
عادة ما يكون نزول السدادة القطنية قبل السائل السلوي، إلا أنه قد يكون هناك تسريب في السائل السلوي دون نزول السدادة، وهذا أمر مهم لحماية طفلك من أي جراثيم مختلفة، ومن الممكن أن يترافق نزول السدادة مع بعض الأعراض لدى بعض الحوامل مثل ألم في البطن يشبه تشنجات الدورة الشهرية.
ليس من الضروري أن يشير هبوط السدادة المخاطية الى بداية المخاض للحامل وهذه السدادة تملأ قناة عنق الرحم لتكون حاجز يمنع دخول أي ميكروب الى الرحم خلال الحمل. خروج السدادة المخاطية هو من أحد الأمور التي تشير الى بدء المخاض أو الى قرب بدئه وأما الإشارات الأخرى فتتوقف حول وضعية الطفل وأما إذا كان هو الطفل الأول الذي تنجبه المرأة.
نزول سدادة الرحم مبكرًا
بالرغم من كون ذلك أحد العلامات المبكرة للمخاض، إلا أن السدادة المخاطية تستطيع إلى حد ما، تجديد نفسها في حال خرجت قبل الأسبوع 37. وطالما أن الانقباضات لم تبدأ ولم تلاحظي نزول الكثير من الدم الأحمر الفاقع اللون فإنه ليس هناك ما يستدعي القلق.
إذا ما قام طبيبك أو القابلة المولدة بفحوصات مهبلية في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، فإن ذلك قد يتسبب أيضًا في خروج السدادة المهبلية مبكرًا.
على أي حال، يجب عليك التأكد من إعلام طبيبك إذا خرجت السدادة قبل الأسبوع 37، كي يتكمن من مراقبة حالتك، حيث أن فقدانها مبكرًا قد يكون أحد علامات الولادة المبكرة.
وتسأل بعض النساء الحوامل هل نزول السدادة يعني زيادة خطر الإصابة بالعدوى، ولكن عليها ألا تقلق لأن حتى وإن لم تتجدد السدادة، فإن الكيس السلوي المحيط بالجنين سيقيه من أي عدوى أو مسببات للمرض.
يعتبر هذا الكيس هو أخر خطوط الدفاع بين العالم الخارجي وطفلك، ولكن السدادة المخاطية هي الأقوى فعلًا في القضاء على مسببات المرض الدخيلة. لذا ومن باب الحرص، ينصح بالامتناع عن الاتصال الجنسي. كما ويعني ذلك أيضًا الامتناع عن السباحة في المسابح العامة والبحيرات وأي مكان قد يحمل خطر الإصابة بالعدوى.
أنواع سدادة الرحم
لا تختلف السدادة المخاطية في الشكل أو المهام بين كل حمل وغيره ولكنها تختلف في مرات الإنجاب حيث تكون:
السدادة المخاطية مع الحمل البكري
في حال أن هذا أول حمل لك نزول السدادة المخاطية لا يعني أبدا بداية المخاض على الفور، إنما من الممكن أن تطول المدة بين المخاض وسقوط السدادة المخاطية حتى 7 أيام، وخلال ذلك الأسبوع تتعرضين للشعور ببعض الأعراض منها:
- الشعور بانقباضات رحمية طفيفة تهيئك لانقباضات المخاض النشط الشديدة.
- آلام حادة في الجزء السفلي من الظهر والبطن.
- آلام مهبلية شديدة قد تستمر معك لأيام.
السدادة المخاطية مع الحمل الثاني أو أكثر
في حال كان هذا الحمل الثاني لك أو أكثر إذا سقوط السدادة المخاطية يعد دليل قوي على أن المخاض قد يبدأ خلال ساعات ليس أكثر، وسترينها على شكل إفرازات مهبلية بها خطوط وردية اللون وأحيانا بنية.
متى يجب الاتصال بالطبيب؟
يلزم مراجعة الطبيب خلال جميع مراحل الحمل بشكل عام، ولكن ينصح المتابعة مع الطبيب بشكل مستمر منذ لحظة نزول السدادة المخاطية حتى تتأكدي كم من الوقت متبقي على لحظة الولادة والتأكد من اقتراب المخاض.
كما أن سدادة الرحم المخاطية تمثل حاجز بين الرحم والبكتيريا الخارجية لذا يجب الالتزام بعدم التعرض لأي أنشطة في ذلك الوقت والتأكد من تعقيم كل شئ بشكل صحيح حتى لا تنتقل أي نوع من العدوى إلى جنينك.
إذا كان خروج السدادة المخاطية مصحوبًا بكمية كبيرة من الدم الأحمر فاقع اللون، ما يعادل ملعقة طعام أو أكثر، فإن ذلك يستدعي القلق ويجب عليك عندها الاتصال بطبيبك. لأن ذلك قد يكون مؤشرًا لمضاعفات كهبوط أو انزياح المشيمة.
أعراض المخاض
من الضروري معرفة أعراض المخاط والتوجه إلى المستشفى في حال ظهورها بعد نزول السدادة المخاطية، وتشمل أعراض المخاض ما يلي:
هبوط بطن الحامل إلى الأسفل
توسع في عنق الرحم
تشنجات وألم في أسفل الظهر
الشعور بارتخاء في المفاصل
الإسهال
التعب
تغير في لون وشكل الافرازات المهبلية
تشنجات قوية ومستمرة
نزول ماء الرأس.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا كل ما يتعلق بـ سدادة الرحم من حيث تعريفها وطريقة تكونها ونزولها وأنواعها بالإضافة إلى أعراض المخاض.
قد يهمك أيضًا: